شاب سوري من بين المفقودين الـ23.. و11 لا يزالون مجهولي المصير
انطلق قارب يحمل 23 لاجئًا سوريًا في الثالث عشر من مارس، حوالي الساعة الرابعة فجرًا، من شواطئ مدينة طرابلس اللبنانية، في محاولة للوصول إلى قبرص الأوروبية، بحثًا عن حياة أفضل. الركاب، الذين جاؤوا من محافظات سورية مختلفة، استقلوا المركب وهم يحملون معهم الأمل، لكن مصيرهم كان مأساويًا.
عند حوالي الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه، وأثناء اقتراب القارب من السواحل القبرصية، ضربته موجتان عاليتان ما أدى إلى انقلابه، وتناثر الركاب في عرض البحر.
في تلك اللحظات، بدأت البلاغات تصل إلى فريق مجموعة الإنقاذ الموحد، الذي بدوره أبلغ السلطات القبرصية واللبنانية والتركية على الفور، في محاولة لإنقاذ من يمكن إنقاذه.
“في تطور مفاجئ وبعد مرور يومين على اختفاء القارب، أعلنت السلطات القبرصية أن خفر السواحل تمكن وبمحض الصدفة – من العثور على ناجيين اثنين. وجاء ذلك أثناء قيام إحدى الدوريات الروتينية بتمشيط الساحل الشرقي للجزيرة، حيث تم رصد إشارات استغاثة خافتة قادتهم إلى مكان الناجين، اللذين كانا في حالة إنهاك شديد.”

لاحقًا، ومن خلال فحص الحمض النووي، تبيّن أن الجثة تعود للشاب محمد حسام العويد، وهو سوري يبلغ من العمر حوالي عشرين عامًا من مدينة حماة، وكان أحد الركاب الذين فقدوا أثناء الرحلة. وأكّد أحد أقربائه أنه سيتم دفنه في مسقط رأسه في حماة.
رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الحادثة، لا يزال 11 شخصًا في عداد المفقودين، وسط مخاوف من أن يكونوا قد فقدوا حياتهم في البحر.

ويُطالب ذوو الضحايا وناشطون حقوقيون السلطات المعنية بفتح تحقيق شامل حول الحادثة، وتكثيف الجهود للبحث عن المفقودين، إلى جانب دعوات متكررة للمنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين، وتأمين سبل حماية آمنة لهم بعيدًا عن طرق الهجرة غير الشرعية التي أصبحت مقابر جماعية في عرض البحر.
هذه المأساة، كسابقاتها، ليست مجرد أرقام تُضاف إلى سجل الغرقى والمفقودين، بل هي قصص بشرية موجعة، لشباب دفعهم اليأس إلى ركوب المجهول. إنها صرخة ألم يجب أن تُسمع. فكل يوم يُفقد فيه إنسان في طريق الهجرة هو يوم نتأخر فيه عن أداء واجبنا الإنساني. إن استمرار هذا الواقع يستدعي تحركًا عاجلًا وجديًا من الحكومات والمنظمات الدولية، ليس فقط للبحث عن المفقودين، بل لتأمين بدائل آمنة وحلول عادلة تضمن الكرامة والنجاة لكل من اضطر لترك وطنه بحثًا عن الحياة.