لم تتوقف محاولات العبور من الأراضي التركية والدول الثالثة المضيفة أو دول العبور إلى الاتحاد الأوروبي. ومن المعروف أن فصل الصيف يشهد عادة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين نظرًا لاعتدال الطقس وانخفاض مستوى البحر..
تعمل مجموعة الإنقاذ الموحد على مدار الساعة لتلقي بلاغات المساعدة. وخلال الفترة الماضية والحالية، شهدت هذه البلاغات ازدياداً ملحوظاً.
حيث تتلقى مجموعة الإنقاذ الموحد CRG ما بين 2 و6 بلاغات يوميًا لإنقاذ مهاجرين يواجهون مخاطر في البحر أو على اليابسة من مختلف الدول الأوروبية أو الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي.
تلقت الإنقاذ الموحد نداء استغاثة من مهاجرين على متن قارب يضمّ أطفالًا ونساءً. ووفقًا لشهادات المهاجرين، اعترض خفر السواحل اليوناني القارب وأطلق النار، مما أدى إلى إصابة أحد المهاجرين ونقله مع مهرب إلى اليونان.
أما باقي المهاجرين، فقد تمّ دفعهم قسراً إلى المياه التركية، معرضين حياتهم للخطر. وعلى إثر ذلك، تمّ إبلاغ السلطات التركية بالموقف، والتي سارعت إلى إنقاذ المهاجرين.
يتم نشر جزء محدود فقط من نداءات استغاثة المهاجرين التي تتلقاها الإنقاذ الموحد.
وغالبية هذه النداءات لا يتمّ نشرها للجمهور، بل يتمّ التعامل معها ونشرها من خلال X (تويتر سابقاً) ، أو أحيانآ لم يتم النشر عنها.
تتلقى الإنقاذ الموحد غالبية نداءات الاستغاثة للمهاجرين من منطقة البحر بين تركيا واليونان، وكذلك من الحدود البرية بين تركيا وبلغاريا. وذلك لِما تتمتع به هذه المناطق من قربٍ جغرافي.
حسن من سوريا وجد نفسه وحيدًا في غابات بلغاريا، تحديدًا في منطقة قريبة من Fakiya. حسن سقط على الأرض وكان وضعه سيئًا للغاية. كان يطلب المساعدة واتصل بـ CRG. أبلغت CRG الجهات المعنية في بلغاريا.
لذلك، يحاول الكثير من المهاجرين من كافة الجنسيات العبور لقصر المسافة، خلافًا للدول الأخرى مثل ليبيا وتونس ولبنان وبيلاروسيا التي تمتاز بخطورة محاولة العبور إلى الأراضي الأوروبية.
وفقًا لمصادر موثوقة، وصل إجمالي عدد المهاجرين الذين دخلوا اليونان حتى 21 يوليو 2024 إلى 24,118 شخصًا. من بين هؤلاء، وصل 20,759 مهاجرًا بحرًا، بينما وصل 3,359 مهاجرًا برًا
يُشكل الوافدون بحرًا الغالبية العظمى من إجمالي المهاجرين، حيث يشكلون ما يقارب 86% من العدد الإجمالي.
الفقدان في طريق الهجرة :
مجبل قاسم محمد من مواليد 1982، عراقي الجنسية، وأب لأطفال، هاجر من تركيا إلى بلغاريا، وكان آخر اتصال به بتاريخ الخامس من أبريل 2024. تواصلت عائلته مع منظمة CRG وطلبت المساعدة في العثور على زوجها.
مُجبل ليست حالة فريدة، بل هي قصة تتكرّر مع المئات ممن حاولوا الهجرة. وصلت عشرات النداءات من مهاجرين داخل بلغاريا، وخاصة في الآونة الأخيرة، والغالبية تمت إعادتهم إلى تركيا.
يفقد الكثيرون حياتهم أثناء رحلة الهجرة والعبور. تتلقى CRG يوميًا رسائل حول فقدان مهاجرين على جميع طرق الهجرة: بلغاريا، اليونان، ليبيا، تونس، صربيا، كرواتيا، بيلاروسيا، بولندا، وتركيا. وتكون طرق الهجرة غير الشرعية عادةً مميتة وخطرة، حيث يفقد العديد حياتهم أو يتعرضون للاختطاف أو التعذيب.
وبحسب احصائيات الانقاذ الموحد، فإنّ الغالبية العظمى من المهاجرين الذين يفقد الاتصال بهم، يجب ألا تتجاوز فترة فقدانهم 20-30 يومًا كحد أقصى. ويُرجّح أن يكونوا قد احتجزوا أو فقدوا هواتفهم. أمّا إذا زادت مدة الاختفاء عن ذلك، فقد يقلّ احتمال وجودهم أحياءً. وكلّما زادت مدة اختفاء الشخص، ازدادت احتمالية وفاته.
توفي فادي، شاب سوري من مواليد سوريا، يبلغ من العمر 17 عامًا، في الغابات البلغارية. تواصلت عائلته مع مجموعة الإنقاذ الموحد (CRG)، لكن في النهاية قررت العائلة دفن الجثمان في البلد الذي توفي فيه، بعيدًا عن بلدته وأيضًا عن حلمه الذي ضحى من أجله.
يواجه الكثير من عائلات المفقودين صعوبات جَمّة في طرق البحث عن أحبّائهم. وتُعدّ محاولات البحث عن المفقودين من أصعب الأمور في ملفّ الهجرة. وذلك لِصعوبة وصول الأهالي إلى الجهات المعنية، وحتى لو تمكنوا من الوصول، فقد يتطلّب ذلك دفع أموال للمحامين. كما أنّ الكثير من العائلات، وغالبيتهم من السوريين، يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة في سوريا أو حتّى تركيا، ممّا يُثقل كاهلهم بتكاليف التنقل أيضًا.
فعلى سبيل المثال، في حال تمّ العثور على جثة شخص ما أو التعرف عليها، فإنّ ذلك يكلف عائلة الضحية ما بين 2000 و4000 يورو لنقل الجثة إلى سوريا أو ربّما إلى تركيا. ولذلك، تضطرّ العائلة غالبًا إلى الموافقة على دفن جثث أحبّائهم في الدول التي ماتوا فيها، ** وذلك** لعدم قدرتهم على دفع التكاليف.
لذا، تتوجّه غالبية هذه العائلات إلى التواصل مع مجموعة الإنقاذ الموحد على صفحة فيسبوك، آملين بمساعدتهم.