تبدأ غدًا محاكمة تسعة متهـ.ـمين في قضية غـ.ـرق قارب بيلوس، وذلك يوم الثلاثاء، 21 مايو. هذه المحاكمة تثير اهتمامًا كبيرًا بعد الحادثة المأسـ.ـاوية التي أثارت جدلاً واسعًا. خلال الفترة الماضية، قمنا بمتابعة مكثفة للأحداث والتواصل مع الناجين وأهالي الضـ.ـحايا، وكذلك المعتقلين.
في هذه المقالة، نسلط الضوء على المتهـ.ـمين التسعة الذين أطلق عليهم اسم “Pylos 9”. تحدثنا مع العديد من الناجين بشكل مباشر وحاولنا الحصول على معلومات دقيقة، وذلك لأننا نعتبر مصدرًا موثوقًا للعديد من المهاجرين ونحرص على العمل لصالح هذه القضية.
نحاول أن نؤكد أن مسؤولية غـ.ـرق القارب لا تقع فقط على عاتق اليونـ.ـان، بل هناك جهات في ليبيا أيضًا متورطة في الحـ.ـادثة، كما أوضحنا في تقرير سابق مع صحيفة دير شبيغل. أما بخصوص المتهـ.ـمين التسعة، فقد نفى معظمهم أي تورط في الحـ.ـادثة وأكدوا استعدادهم للشهادة.
بحسب ما علمنا، كان بعض المتهـ.ـمين يقدمون المساعدة للركاب بتوزيع الماء والحفاظ على توازن القارب، في ظل الظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها. وأكد العديد من الناجين أنهم كانوا يحاولون مساعدة الآخرين لتجنب انقـ.ـلاب القارب.
شهدت السفن القريبة رمي قوارير المياه على القارب المليء بالركاب، مما أدى إلى حالة من الفوضى وكاد يتسبب في انقـ.ـلاب القارب. هذا التصرف غير المسؤول من السفن التجارية زاد من تعقيد الوضع.
أسباب اتهـ.ـام الناجين التسعة:
السبب الأول هو أن بعض الناجين أبلغوا السلطات عن المتـ.ـهمين التسعة، والسبب الآخر يعود إلى التعامل القـ.ـاسي لهؤلاء المتهمين في محاولة للحفاظ على استقرار القارب وتنظيم الركاب.
السبب الثاني يتعلق بتقديم المساعدة للناجين مقابل الإبلاغ عن المتهـ.ـمين. هذا الأمر دفع البعض للإدلاء بمعلومات قد تكون غير دقيقة خوفًا من المحاسبة.
السبب الثالث هو محاولة اليونان تبرئة نفسها من هذه الاتهـ.ـامات لحفظ ماء الوجه. وهناك الكثير من التناقضات في التصريحات الرسمية، مثل السماح للقارب بالتوجه إلى إيطاليا ورفض المساعدة.
نعتقد أن اليونان تحاول الخروج من هذا المأزق وستحاول التغـ.ـطية على الحقيقة. لكن الإعلام والمنظمات المعنية لها دور كبير في الضغط على السلطات لتحقيق العدالة. نتوقع أن يتم الإفراج عن بعض المتهمين بينما سيُبقي على البعض الآخر لتحميلهم المسؤولية عن غـ.ـرق القارب.
هذه ليست الحادثة الأولى التي تحدث في اليونان، فقد كانت هناك حوادث مشابهة على قوارب صغيرة. سنكشف عن المزيد من التفاصيل لاحقًا بالتعاون مع وسائل إعلام أوروبية.